2025-09-24 04:01:00
عاد ريال مدريد بالفوز على أوساسونا بأربعة أهداف نظيفة في الجولة الثالثة عشرة من الدوري الإسباني، محققاً انتصاراً مهماً كان ضرورياً لاستعادة بعض الاستقرار بعد أسبوع مليء بالتوترات. لكن هذا الفوز لم يكن كافياً لطمس حجم الأزمة التي يعيشها النادي الملكي، خاصة بعد الهزيمة الثقيلة أمام ميلان في دوري أبطال أوروبا بنتيجة 1-3 على ملعب سانتياغو برنابيو، والتي تلت بدورها خسارة كبيرة في الكلاسيكو أمام برشلونة بأربعة أهداف نظيفة.
وفقاً لتقارير صحيفة “ماركا” المقربة من النادي، شهدت المدينة الرياضية “فالديبيباس” – التي تم تدشينها قبل 18 عاماً – مواقف وحوارات لم تشهدها من قبل. وأشارت المصادر إلى أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي ولاعبيه تبادلوا كلمات حادة لم يعتادوا عليها في السابق، بحضور رئيس النادي فلورنتينو بيريز في بعض هذه المواقف.
وكان بيريز قد اجتمع مع أنشيلوتي بعد خسارة الكلاسيكو وطمأنه حول مستقبله مع النادي، لكن العلاقة بينهما شهدت توتراً ملحوظاً بعد مباراة ميلان، حيث قلّ التواصل وازدادت المسافة بين الطرفين.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، قام أنشيلوتي بتغيير جذري في أسلوب تعامله مع اللاعبين. ففي التمرين الأول الذي أعقب مباراة ميلان، قدم المدرب الإيطالي وطاقمه تقارير مفصلة ومقاطع فيديو لكل لاعب، بعضها تم إعداده بالتعاون مع إدارة النادي، وهو أمر لم يحدث من قبل وفقاً للاعبين الذين فاجأهم هذا الأسلوب.
هذه الخطوة أدت إلى حوارات صريحة ومباشرة داخل الفريق، اعترف خلالها العديد من اللاعبين بأخطائهم، بينما عبر آخرون عن استيائهم من هذه الطريقة. وشبهت “ماركا” الاجتماع بما يشبه اجتماعات الشركات التي تبحث عن حلول للمشاكل والأخطاء.
وبعد مناقشات مطولة، توصل أنشيلوتي وقائد الفريق الكرواتي لوكا مودريتش إلى اتفاق حول ضرورة تحسين سلوك المجموعة ككل، وتعزيز اللعب الجماعي، وتقوية خط الوسط خاصة في الجانب الدفاعي.
وانتهى الاجتماع برضى المدرب، بينما غادره مودريتش وهو واثق من أن التغيير قادم، وهو ما تحقق جزئياً بالفوز على أوساسونا. لكن هذا الانتصار جاء مصحوباً بمشكلة جديدة تمثلت في إصابات خطيرة لبعض اللاعبين المؤثرين، مما يضيف تحدياً إضافياً للفريق في الفترة المقبلة.
وتؤكد التقارير أن جذور الأزمة تعود إلى الخسارة الكبيرة في الكلاسيكو، بالإضافة إلى فشل النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور في الفوز بالكرة الذهبية، مما زاد من حدة التوتر داخل النادي. وخسارة ميلان مثلت “صب الزيت على النار” وفقاً للصحيفة، مما دفع أنشيلوتي لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة في محاولة لإصلاح الوضع.
يبدو أن الطريق أمام ريال مدريد لا يزال مليئاً بالتحديات، ورغم أن الفوز على أوساسونا مثل خطوة إيجابية، إلا أنه لم يحل جميع المشاكل، مما يضع المسؤولية على عاتق أنشيلوتي واللاعبين لمواصلة التصحيح وتحسين الأداء في الأسابيع المقبلة.
